المستذئبة اصحاب الموقع
عدد المساهمات : 310 نقاط : 801 تقييم العضو : 0 تاريخ التسجيل : 11/11/2011
| موضوع: شهادة الحاج تاكيشي الجمعة ديسمبر 30, 2011 9:11 pm | |
| [center] صحيفة الشرق القطريه الخميس 4 صفر 1433 – 29 ديسمبر 2011
شهادة الحاج تاكيشي – فهمي هويدي
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2011/12/blog-post_29.html
أمضى تاكيشي سوزوكي ثلاثين يوما على الباخرة التي نقلته من ميناء «كوبه» الياباني لكي يصل إلى ميناء السويس في مصر. كان الرجل قد دخل في الإسلام وأراد أن يؤدي فريضة الحج. ونظرا لعدم وجود تمثيل سعودي في اليابان آنذاك، فقد تعين عليه أن يحصل على تأشيرة الدخول إلى المملكة من مصر، وأن ينضم إلى الحجاج المسافرين من السويس إلى الأرض المقدسة. وهي الرحلة التي قام بها عام 1938، وسجل تفاصيلها في كتاب بعنوان «ياباني في مكة» (ترجمه إلى العربية الدكتور سمير عبدالحميد إبراهيم وسارة تاكيشي وطبع في السعودية عام 1999). استوقفني في الكتاب لقطة سجلها صاحبنا بعدما تحركت الباخرة بالجميع من السويس متجهة إلى جدة. إذ عرض على الركاب (الحجاج) فيلم فكاهي أمريكي أضحك الجميع وأشاع بينهم جوا من المرح كانوا بحاجة إليه، لأنهم يعلمون أنهم مقبلون على رحلة شاقة. وبعدما انتعشوا وضحكوا كثيرا، عرض عليهم فيلم آخر تبين أنه كان يروّج للقطن المصري، ويحرض على رفض المنتجات اليابانية، الأمر الذي اعتبره صاحبنا «دعاية سيئة للغاية». وهو يصف الفيلم قال إنه بدأ بمنظر في قرية مصر ومكان أقيم فيه مهرجان أو حفل «ترقص فيه بعض النسوة بطريقة غريبة، بحيث تحرك كل واحدة أردافها بطريقة عجيبة على وقع موسيقي انبعثت من آلات بدائية» ــ (واضح أن الرجل كان يتحدث عن الرقص الشرقي). وبينما الحفل مستمر والرقص «الغريب» متواصل، إذا بسيدة من الجالسات تنهض من مكانها وتنضم إلى الراقصات، إلا أن بعض الجالسين تدخلوا وجذبوها من ثيابها التي تمزقت. وفي حين ظلت الراقصات يؤدين مهمتهن فإن جذب ثوب المرأة وتمزقه لم يتوقف، حتى بدت شبه عارية في النهاية. ما جرى بعد ذلك ــ في رواية الحاج تاكيشي الذي أصبح اسمه الحاج محمد صالح ــ أن الراقصات تجمعن حول المرأة المسكينة التي مزقت ثيابها وسألنها عن مصدر قماش ثوبها فأرتهن «ماركة» الثوب، التي ظهرت على الشاشة بوضوح يلفت الأنظار. وحينئذ صاحت النسوة فيها وشرعن في توبيخها، وهن يرددن السؤال: لماذا صنعت ثوبك من هذا القماش. فتعجبت المرأة وتضايقت واشتبكت مع الراقصات. وتحول الاشتباك إلى عراك طال الثياب التي كانت الراقصات يرتدينها. لكن تلك الثياب لم تصب بسوء. في حين تحول ثوب المرأة إلى نتف صغيرة. فانكشف معظم جسدها، الأمر الذي جعلها تصرخ وتبكى، فقالت لها الراقصات (والكلام للحاج تاكيشي): لماذا اخترت مثل هذه المنتجات اليابانية الضعيفة؟ إن في مصر أقمشة أفضل وأمتن ألف مرة من الأقمشة اليابانية؟ ــ وشركة مصر للأقمشة تصنع أقمشة رائعة. يجب أن تتخلى عن الأقمشة المستوردة. وعلى المصريين أن يستخدموا المنتجات المصرية. انظري لقد تمزقت ملابسه بسهولة، بينما ملابسنا التي أنتجتها شركة مصر للأقمشة لم تنقطع منها «فتلة». انك إذا لبست ملابس من منتجات هذه الشركة المصرية فسوف نصبح صديقات حميمات.
أضاف صاحبنا قائلا: إن المرأة ذهبت باكية إلى المدينة، واشترت قماشا من إنتاج شركة مصر، وعادت إلى الحفل، فرحبت بها الراقصات وصرن جميعا أصدقاء لها. وهو يعلق على الفيلم قال إنه «كان دعائيا سخيفا» قصته بسيطة من دون تفاصيل، لكنها قصة ماكرة وأسلوبها في جذب قلوب الناس ماكر أيضا. اعترف بذلك.. ورغم أنه ضد بلادي. إلا أنه فيلم ناجح دعائيا بلا شك. أصابه التشهير بالأقمشة اليابانية بالغيظ، واشتد حنقه حين وجد أن الحاضرين صفقوا له طويلا بعد انتهاء عرضه، وقد لاحظ أن الذين شاهدوه كانوا خليطا من المسلمين المصريين وغير المصريين الذين قدموا وقد مختلف الدول العربية والإفريقية، لكنه استعاد هدوءه وضحك كثيرا حين تفرّس في شاشة عرض الفيلم في اليوم التالي، فشاهد في أحد زواياها مربعا صغيرا كُتب عليه أنها «صنعت في اليابان». حدث ذلك منذ نحو ثلاثة أرباع القرن. إذ دافعنا عن الصناعة المصرية في الفيلم ولم ندافع عنها في الحقيقة، حتى كتب الشيخ محمد الغزالي بعد نصف قرن أننا لو قلنا لكل شيء نلبسه عد بلادك لسرنا عرايا ولكانت فضيحتنا بجلاجل. وهذه الأيام، بعد ثلاثة أرباع القرن عدنا ننادى «لنشتري المصري». إننا نريد أن نترجم غيرتنا على الصناعة المصرية بحيث نحوّلها من هتاف إلى فعل. وأرجو ألا يهاجم أحد السلفيين فكرة الفيلم الذي عرض عام 1938 لمجرد أن الراقصات ظهرن فيه!.............
[/center] | |
|