نبى الله زكريا عليه السلام
قال تعالى
(( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3)
قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ
رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا
فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ
رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ
سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ
مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ
مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) مريم
قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك
رب شقياً وإنى خفت الموالى من ورائى أى بنى عمومته من بنى إسرائيل
بما لا يوافق شرع الله وطاعته فسأل الله وجود ولد من صلبه
يكون براً تقياً فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب إن الله يبشرك
بيحى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين
وطلب من ربه آية أو علامة على الوقت الذى تحمل فيه امرأته
فأعطاه علامة ذلك أن يعتريه سكوت لا ينطق معه ثلاث أيام إلا رمزاً
(( قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا))
(10) مريم
وأمره الله بكثرة الذكر بالقلب
فلما بُشر خرج مسروراً على قومه من محرابه وكان لا يستطيع الكلام
(( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ))
(11) مريم
نبى الله يحيى عليه السلام
لما طلب نبى الله من ربه غلام أعطاه يحى
(( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ))
(7) مريم
لما ولد يحيى علمه الله الكتاب والحكمة وهو صغير
(( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)
وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا )) (13) مريم
وكان باراً بوالديه وسلم الله
على يحيى يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً
(( وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ
وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا )) (15) مريم
كان يحيى وعيسى أبن خالة وكان يحيى يلبس الصوف والوبر
وعيسى كذلك ولم يكن لواحد منهما دينار ولا درهم ولا عبد ولا أمة
ولا مأوى يأويان إليه
أوحى الله إلى يحيى بخمس كلمات أن يأمر بنى إسرائيل بها
1ـ لا تشركوا بالله شيئا
2ـ وإن قمتم إلى الصلاة لا تلتفتوا
3 ـ وامركم بالصيام
4 ـ وامركم بالصدقة
5 ـ وامركم بذكر الله كثيراً
وكان يحيى يأنس إلى البرارى ويأكل من ورق الشجر والعشب
وكان يبكى كثيراً حتى أثر على خديه يقولون مات أو قُتل الله أعلم
ويقولون قد نُشر بالمنشار
ويقولون قُتل سبعون نبياُ على صخرة القدس منهم زكريا ويحيى والله أعلم
نبى الله عيسى عليه السلام
زعم النصارى بأن لله ولداً فأنزل الله فى صدر سورة آل عمران 83 آية
فى الرد عليهم وكذلك وفد نجران يدعون بأن الله
ثالث ثلاثة الذات المقدسة / عيسى / مريم
فبين الله فى هذه السورة إن عيسى عبد من عباد الله خلقه
وصوره كما صور غيره
من جميع المخلوقات وإنه خلقه من غير أب كما خلق آدم من غير أب ولا أم
كانت أمه مريم بنت عمران وكانت أم مريم من العابدات واسمها حنة
وكان زكريا نبى ذلك الزمان و كان زوج خالة مريم وكانت أم مريم لا تحمل
فنذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محرراً فى بيت المقدس أى عتيقاً
من شواغل الدنيا خالصاً لعبادة الله تعالى حبيساً فى بيت المقدس
(( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ
مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا
أُنْثَى وَاللَّه أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّ
أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )) (36) آل عمران
فحملت بإذن الله وكانوا فى ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداماً
من أولادهم فلما وضعتها أسلمتها لبيت المقدس بعد إرضاعها
فتنازعوا عليها العباد المقيمين فيه أيهم يكفلها وطلبوا أن يقترعوا
وكان زكريا معهم فألقوا أقلامهم فى البحر فكان قلم زكريا هو الغالب
وفعلوا ذلك ثلاثاً فكفلها زكريا
(( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا )) آل عمران
وإتخذ مكاناً من المسجد لا يدخله سواها فكانت تعبد الله
وتقوم بخدمة المسجد وتقوم بالعبادة ليلاً ونهاراً
حتى صارت يُضرب بها المثل فى بنى إسرائيل وكان زكريا كلما دخل
عليها وجد عندها رزقاً غريباً فى غير أوانه فاكهة الصيف فى الشتاء
وفاكهة الشتاء فى الصيف فلما سألها قالت هو من عند الله
(( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَ
ا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ))
(37) آل عمران
هنالك طمع زكريا فى وجود ولد من صلبه وقال يا من يرزق مريم
الثمر فى غير أوانه هب لى ولدا ولو كان فى غير أوانه هذا بالنسبة إلى زكريا
أما مريم فخاطبتها الملائكة وبشرتها بإنه سيهب الله لها ولداً ذكياً يكون نبياً
مؤيداً بالمعجزات فتعجبت وجود ولد بدون والد فأخبرتها الملائكة
بإن الله قادر على كل شئ فسلمت أمرها لله وكانت تخرج من المسجد
لقضاء بعض شئونها
إذ إنفردت وحدها شرقى المسجد إذ بعث الله إليها الروح الأمين جبريل
وتمثل لها بشراً سوياً وفاجئها ووعدها بإذن الله أن سيخلق منها غلاماً
وحملت من فورها بقدرة الله
(( إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ
فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ
وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى
أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ
وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ
فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى
بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي
بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)
وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ )) آل عمران
وإتهمها بعض الزنادقة بيوسف النجار الذى أنكر عليها حملها
وإعتزلتهم فى مكان بعيد وجائها المخاض ولجئت إلى جذع نخلة وهى
تتمنى الموت فناداها جبريل
(( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ
لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا )) (26) مريم
وكان صومهم فى شريعتهم ترك الكلام وبعض أنواع من الطعام
حملت مريم وليدها فلما رآها القوم أنكروا عليها وأتهموها بالفاحشة
(( فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27)
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا )) (28) مريم
فأشارت إلى الغلام
(( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ
مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي
وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ
وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ )) (34) مريم
هذا أول كلام تفوه به عيسى وقد زعموا أنه أبن الله فنزه الله
عن قول الظالمين وبرأ أمه
إختلف أهل ذلك الزمان
فمن اليهود قالوا إنها زانية معاذ الله وإستمروا على كفرهم
وآخرون قالوا إنه الله معاذ الله
وآخرون قالوا إنه إبن الله
أما المؤمنون قالوا هو عبد الله ورسوله وكلمة
ألقاها إلى مريم وروح منه
ولد عيسى فى بيت لحم قريب من القدس ولما بلغ سبع سنين أسلمته أمه
إلى الكُتاب فهو أول من فسر معنى الحروف الآبجدية ال 28 حرف
وكان يرى العجائب فى صباه فخافت أمه عليه فأوحى الله إلى أمه
أن تنطلق به إلى مصر ولما بلغ ثلاث عشر سنة أمره الله
أن يرجع إلى بيت إيليا وأقام فيها وأعطاه الله الإنجيل وعلمه التوراة
وأعطاه إحياء الموتى وإبراء الأسقام والعلم بالغيب مما يدخرون
فى بيوتهم ودعاهم إلى الله لما أقام عيسى عليهم الحجة
والبراهين إستمر أكثرهم على كفرهم فوفق الله من بينهم
طائفة صالحة فكانوا له أعوناً ( الحواريون )
(( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ
نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ )) آل عمران
وذلك حين هم بنى إسرائيل ووشوا به إلى بعض ملوك ذلك الزمان
فعزموا على قتله وصلبه فأنقذه الله منهم ورفعه إليه من بين أظهرهم
(( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ
بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )) (55) آل عمران
وألقى شبهه على أحد أصحابه فأخذوه وقتلوه وصلبوه
عيسى هو آخر أنبياء بنى إسرائيل منهم من آمن ومنهم من كفر
وكان ممن آمن به أهل أنطاكية بكاملهم
أمر عيسى الحواريون بصيام ثلاثون يوماً فلما أتموها سألوا عيسى
إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها ويطمئنوا بأن الله قد قبل صيامهم
وتكون لهم عيداً يفطرون عليها يوم فطرهم وتكون كافية لغنيهم وفقيرهم
(( إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا
مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112)
قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا
وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ
رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا
وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا
عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ
أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ )) (115) المائدة
فوعظهم عيسى وخاف عليهم أن لا يقوموا بشكرها فلما أبوا تضرع إلى
الله فى الدعاء فأنزل الله المائدة من السماء والناس ينظرون إليها
تنحدر بين غمامتين وجعلت تدنوا وسأل عيسى ربه أن تكون رحمة لا نقمة
حتى إستقرت بين يدى عيسى وهى مغطاة بمنديل فكشف عنها عيسى
وهو يقول بسم الله خير الرازقين
فإذا عليها سبعة من الحيتان وسبعة من الأرغفة وكانت لها رائحة عظيمة
ثم أمرهم بالأكل منها فقالوا لا نأكل حتى تأكل فقال إنكم الذين
إبتدأتم بالسؤال لها فأبوا أن يأكلوا منها إبتداء فأمر الفقراء وكانوا قريباً
من ألف وثلثمائة فأكلوا منها وبرأ كل من به عاهة أو مرض ورفعت
بالكلية ومُسخوا الذين تكلموا عنها خنازير إن اليهود لما صلبوا ذلك الرجل
جعلوا مكانه مطرحاً للقمامة حتى كان زمن قسطنطين فعمدت أمه هيلانة
لإستخراجه مُعتقدة إنه المسيح ووجدوا الخشبة التى صُلب عليها
وعظموها بالذهب واللآلئ ومن هنا كان الصليب
وأُزيلت القمامة وبنى مكانها كنيسة هائلة يقال لها كنيسة القمامة
فى بيت المقدس وبنى بيت لحم على محل مولد المسيح
سُمى المسيح لمسحه الأرض أو لأنه كان ممسوح القدمين
الإنجيل نزل على عيسى وهو إبن الثلاثين ورُفع عيسى إلى السماء
وهو إبن الثلاث والثلاثين
نُقل الإنجييل عن أربعة
لوقا / متى / مرقس / يوحنا
وبها تفاوت كبير وزيادة ونقصان
ينزل المسيح على المنارة البيضاء بدمشق فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع
الجزية ويعطل الملل حتى تُهلك كلها غير ملة الإسلام ويهلك الله فى زمانه المسيخ
الدجال ويقع فى الأرض الأمن حتى ترتع الإبل مع الأسد والنمور مع البقر
والذئاب مع الغنم
لا يضر بعضهم بعضاً فيمكث ما شاء الله ثم يتوفى فيصلى عليه المسلمين ويدفنوه
من أقوال عيسى عليه السلام قوله للحواريون
< كما ترك لكم الملوك الحكمة فكذلك أُتركوا لهم الدنيا
< سلونى فإنى لين القلب وإنى صغير عند نفس
< كلوا خبز الشعير واشربوا الماء القراح واخرجوا من الدنيا سالمين آمنين
< بحق ما أقول لكم إن حلاوة الدنيا مرارة الآخرة وإن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة
< إن عباد الله ليسوا بالمتمتعين
< بحق ما أقول لكم إن شركم ما لم يؤثر هواه على علمه يود أن الناس كلهم مثله
< لا تكثروا الحديث بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم فإن القلب القاسى بعيد
من الله ولكن لا تعلمون
< ولا تنظروا فى ذنوب العباد كأنكم أرباب وإنظروا فيها كإنكم عبيد
فإنما الناس رجلان معافى ومُبتلى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية
< بحق أقول لكم من طلب الفردوس فخبز الشعير والنوم فى المزابل
مع الكلاب كثير
< إن أكل الشعير مع الرماد على المزابل مع الكلاب لقليل فى طلب الفردوس
< إعملوا لله تعالى ولا تعملوا لبطونكم إنظروا إلى هذه الطير تغدوا بطونا
من الطير
فانظروا إلى هذه الطير تغدوا وتروح لا تحرث ولا تحصد والله يرزقها
< لا تطرحوا اللؤلؤ إلى الخنزير لا يصنع باللؤلؤ شيئاً ولا تعطوا الحكمة
من لا يريدها فإن الحكمة خير من اللؤلؤ إلى الخنزير ومن لا يريدها
شر من الخنزير
دعاء عيسى
اللهم إنى أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره ولا أملك نفع ما أرجوا
وأصبح الأمر بيد غيرى وأصبحت مرتهناً بعملى فلا فقير أفقر منى
اللهم لا تشمت بى عدوى ولا تسوء بى صديقى ولا تجعل مصيبتى فى دينى
ولا تسلط على من لا يخافك ولا يرحمك
]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]]